كتب _ عمرو محسن
أدهشني الدكتور عادل سعد المؤرخ الرياضي بمجموعة ON Sport خلال حفل كورة بى السنوي لدرايته الكاملة بتاريخ ولاعبي منتخب السويس فأستعرض مجموعة من اسماء اللاعبين بداية من الخمسينات من القرن الماضي حتي اخر فترات ظهور الفريق في الاضواء بأواخر التسعينات.
اوكا و اكما و اللالالي و حميد و حمد الله و بهاء غريب و عبده سليم و محسن خليفه و سيد حامد و غيرهم كثيرون استطاعو ان يحفرو اسماءهم في ذاكرة كل المتابعين من خبراء و مؤرخين و جماهير أيضا” الذين عاصرو هذه الاجيال و شاهدوهم مع فريقهم الساحلي ندا” قويا” لكبار الاندية المصريه .
فلك أن تتخيل عظمة هذه الاجيال التي لم تري قليل من التغطية الاعلامية التي نراها الان فكانت الميديا بالنسبه لهم عبارة عن جريدة ورقيه تنتظرها في اليوم التالي من المباراة او لاحقا” إذاعة مباراة عبر الإذاعة المصريه فلم نقرأ لهم تصريحات ناريه او لقطة تلفزيونية يتغني فيها أحدهم بحبه لناديه او احتفال اكروباتي لخطف الاضواء .
بل كان اخلاصهم في الملعب يكفي لتخليد سيرتهم بل صاحبت سيرتهم اسم ناديهم الذي غاب عن الاضواء منذ مطلع الالفيه الثالثه و أصبح تردد اسمه مصحوبا” بالحسرة علي وضعيته في المظاليم طيلة عشرون عاما” عانت خلالها جماهير بلد الغريب من مشاعر الغيرة من اولاد العم بمنطقة القناة وهي تشاهد تألقهم في فترات و منافستهم علي القاب محليه و مشاركات أفريقية.
و قد يظن الكثير ان فترة ظلمات هذا النادي العريق كانت هادئة او ان مسئولي هذا النادي يعكفون فقط علي العمل من أجل النهوض به و تكاتف الجميع من أجل هذا الهدف ومن أجل تنمية الموارد لمواكبة التطور الفني و القدرات الماليه الضخمه لاندية المؤسسات الخاصة .
و لكنها للاسف مجرد ظنون واهيه فشهد النادي العديد من الصراعات الشخصيه سواء علي المناصب او النفوذ و وصل الأمر لاقصاء غالبية من صنعو تاريخ هذا النادي العريق كرويا” و ابتعادهم عن تولي اي منصب فني او إداري و رغم نزاهة العديد من من تولو مقاعد الإدارة خلال هذه الفترة المظلمة الا انهم لم يضيفو جديد من أجل الهدف المنشود و الذي ان لم يتحقق في فترة قريبه سيختفي تدريجيا” اسم النادي من ذاكرة الجميع . لأنهم لم يصنعو نجوما” من ابناء النادي بنفس قيمة نجوم الماضي فخرجت بعض المواهب السويسية و لم تكتمل نجوميتها لأسباب إدارية بحته .
فالسؤال دائمآ متي نري أجيال من اللاعبين المعاصرين نستطيع ان نشير إليهم و نقول انهم جزء من تاريخ النادي و يعبرون عن اسمه بشكل يليق بتاريخ واحدة من أهم المدن المصرية . اعتقد ان إجابة هذا السؤال أصعب من الصعود للدوري الممتاز في الموسم القادم .
فهل يدرك الجميع مدي المسئولية و خطورتها علي مستقبل نادي له جماهيرية لا تقل عن أشهر الفرق المصرية و لا ينافسها احد في حماسها لفريقها . و هل استوعب الجميع الدرس جيدا” ليبعتدو عن النزاعات و الصراع علي المنصب و الذي يصحبه دائمآ انشقاق في الصفوف التي لابد أن تتحد اولا” و تدرك ان كل من تولي منصب من أجل شهرة او اي سبب شخصي لم يجني شيئا” بل أضر ناديه الذي يتغني بحبه .
و الرساله الأخيرة لجماهير بلد الغريب التي تعطي قيمة لناديها ولولا دعمها لذهب الفريق إلي النسيان تماما” .. عليها ان تفتخر بأسم ناديها و نجومه القدامي و تعلم مدي عظمة هؤلاء الذين صنعو تاريخه و حفروه في ذاكرة الجميع بكل إنكار ذات و بدون مقابل . و بالطبع لا نستطيع ان نملي علي الجمهور ما يجب فعله فالجمهور هو العنصر الوحيد في هذه اللعبه الذي يعلم دوره جيدآ و يقوم به علي أكمل وجه .
و اخيرا” أكرر إعجابي و تقديري لهذه الشخصية الرائعة التي أثرت الحفل بمعلومات تاريخية مفيده عن نجوم القسم الثاني و تاريخ الاندية الشعبيه العريقة لازداد فخرا” بتاريخ النادي الذي انتمي له و ازداد اصرارا” علي تضامن جميع الاندية الشعبيه و توطيد العلاقات الطيبه بينهم .
