بقلم / محمد أيوب عبد المنعم
منذ عام 2000 سقط منتخب السويس في بئر عميق دون أن ينتبه أبناؤه المخلصين بكل أسف ، عدم الإنتباه له أسباب كثيرة وإن كان أبرزها هو العشق الجنوني للنادى من جماهيره المخلصة المتفردة ، وهذا التعلق والأرتباط يمنع من رؤية المشهد كامل من أعلي بل وترتب علي ذلك استغلال بعض الأشخاص علي مر السنوات لهذا لأسباب انتخابية وشخصية فضاعت سنوات من عمر النادى دون إنجاز حقيقي .
النادى الذي يعيش بالمسكنات كان حتماً ولابد أن ينزلق لشباك الديون المتراكمة في يوماً ما ..!
وهذا ما يحدث الآن والخوف من تضخمه بالمستقبل القريب.
فكما هو متداول حالياً – وكالمعتاد أيضاً – يعاني النادى من أزمة مالية ولكنها تبدو عصيبة هذه المرة ..!
وأغلب الأندية الشعبية – بغض النظر عن تواجدها بالدوري الممتاز من عدمه – اتجهت لتطوير البنية التحتية والإنشائية لها منذ بداية هذه الألفية ، ومنها من امتلك أفرع جديدة لها بمساحات كبيرة وملاعب ومنشآت علي أعلي مستوى رياضياً واجتماعياً وثقافياً – وهذه مصادر للدخل أيضاً – في حين أن منتخب السويس ظل أسيراً لفكرة الصعود للدوري الممتاز ولو لمدة عام ونهبط مجدداً..!
فكرة عقيمة أضاعت من النادى الكثير وجعلته يتأخر وبالتالي أصبح المستوي العام يدعو للحزن..!
فلم يصنع النادى نجاح يذكر في أي مجال نهائياً حتى أن النقطة المضيئة والتي حدثت منذ سنوات بصعود فريق كرة اليد لدوري المحترفين انتهت سريعاً باعتذار النادى عن اللعب لعدم وجود موارد مالية كافية ومنذ هذا التاريخ النادى بلا فريق لكرة اليد أو السلة أو أي شيء سوى كرة القدم ..!
الدولة ساعدت النادى بمنحه مقر جديد في مكان عبقري في قلب المدينة وقامت بتجهيزه لكن لم يُحسن إستخدامه – وحال النادى حالياً خير تعبير – وهنا الأزمة وليست صعود للممتاز ..!
تتبدل الأسماء ولكن بنفس الأفكار ، ولا سبيل لها إلا اللعب علي مشاعر الجمهور المخلص بالصعود دون فكر حقيقي متطور.. !
وجماهير السويس هي العنصر الوحيد داخل النادى الذي يقوم بواجبه علي أكمل وجه ، يقدم الدعم والحب والجهد دون فشل أو تخاذل أو رياء ..!
مازال من يسعده حال النادى هكذا ، لأن هذا الفقر المالي يجعل للبعض حضور بعدة آلاف وتصنع منه بطلاً رغم أنها ديون رسمية علي النادى ..!
هذا عبث لا يحدث إلا في نادى السويس .
لن يخرج نادى منتخب السويس من هذا النفق المظلم إلا بالتخلص من هذا الفكر البائس..
والخروج بإنشاء شركات للكرة ولإدارة المنشآت وتعظيم الربح ، باستقطاب رجال أعمال حقيقيين كالنماذج الموجودة في المصري البورسعيدى والاتحاد السكندري ، وباهتمام حقيقي من كل المحبين بعمل وليس تصريحات ..
من الذي ظلم النادى بمقولة أن مشكلته وهدفه فقط هو الصعود للدوري الممتاز ؟!