تقرير: نورهان ذكي
انضم لمجال التحكيم ولم يكن الأمر ذو أهمية كبيرة لديه، ولكن بعد أول مباراة رسمية أصبح مجال التحكيم أحد الركائز الأساسية بحياته، ظهر بشكل سريع بالدوري الممتاز، واثبت نفسه بشكل أسرع لدى اللجان الرئيسية.
تجاوز الـ100 مباراة بالدوري الممتاز، ورشح للقائمة الدولية لأكثر مرة، وبعد ظهور تقنية الفيديو في مصر، أصبح حكما دوليا في التقنية من أول موسم، إنه الدولي الموهبة طارق مجدي.
الدولي طارق مجدي، حكم منطقة القاهرة، هو نجم اليوم العاشر من سلسلة تقارير “عين على الحكم” والمستمرة طوال شهر رمضان، للحديث عن أبرز الحكام خلال الساحة الرياضية، سواء حكام ساحة أو مساعدين، وأيضا حكام نخبة، وواعدين، ومخضرمين.
وخلال التقرير التالي نرصد مشوار “مجدي” داخل المستطيل الأخضر والدوري الممتاز وصولا للشارة الدولية ..
بداية التواجد بالتحكيم
انضم “مجدي” لمجال التحكيم بعام 2004، بعد أن انضم زميل له بالمجال، في بداية الأمر لم يكن التحكيم من ضمن طموحاته، ولكن تشجيع زميله له وأيضا تشجيع المخضرم خليل حامد، وطلب منه الأوراق الخاصة بالتقديم للتحكيم، وقتها كان بعمر الـ21 عاما.
ولكن الأمر تغير بعد أن نجح وأصبح ضمن الحكام الجدد في المجال، بدأ يحب التحكيم، وأيضا وجد إهتمام من أصدقائه بالسؤال عن المجال خاصة وأن التحكيم كان غريب بالنسبة لهم.
ولكن زميله الذي نصحه بدخول المجال بعد عامين ترك المجال ولكن اكمل “مجدي” الطريق حتى أصبح حكما للدرجة الثانية بعام 2007، وبعدا بثلاث سنوات بالتحديد بعام 2010، إجتاز إختبارات ترقي الدرجة الأولى.
من مساعد لحكم ساحة
طبيعة التحكبم أن الحكم يدير المباريات في بدايته حكما مساعدا، وبعدها بالتدريج حكما للساحة، وبعد إجتيازه الدرجة الأولى يحدد إما أن يستمر حكما مساعدا أو أن يكون حكما للساحة.
ولكن ظل “مجدي” حتى بعد إجتيازه ترقي الدرجة الأولى يشارك في إدارة المباريات حكما مساعدا، حتي لقاء المقاولون العرب والزمالك ضمن بطولة الجمهورية للناشئين، تأخر حكم اللقاء عن الحضور، فأدار “مجدي” اللقاء حكما للساحة.
وعقب المباراة وبعد أداء جيد، في حضور كلا من المخضرم عبدالرؤوف عبدالعزيز، والمخضرم خليل حامد، نصحوه بأن يصبح حكما للساحة وليس مساعدا، نظرا لمستواه الذي ظهر به وإدارته للمباراة بشكل جيد.
وفي لقاء آخر شاهده المخضرم ضياء السيد، وأعطاه عدد من النصائح كي يقوى مستواه كحكما للساحة، ويراه في مباراة أخرى بعد ذلك، لظهر بعدها “مجدي” في عدة لقاءات واثبت أنه مشروع حكم ساحة دولي في المستقبل.
في السابق كانت المباريات عددها كبير ولكن عدد الحكام الموجودين بالمجال قليلا فكان الحكام يديرون مباريات كثيرة تصل لأكثر من 4 مباريات في الأسبوع الواحد مما ساهم في تطوير أداء ومستوى الحكام وقتها
كان من أبرز داعميه ومشجعيه في التحكيم وقتها المخضرم ناجي الدمنهوري، سكرتير لجنة الحكام السابق، وبعد قيام الثورة بعام 2011، وجد دعما من اللواء أحمد بدوي، سكرتير لجنة الحكام وقتها، وكان من أبرز داعمي الحكام صغار السن والواعدين.
250 مباراة بالقسم الثاني
جاء أول ظهور لـ”مجدي” بالقسم الثاني جاءت بين بلدية المحلة وسماد أبوقير ولكن شارك في المباراة حكما مساعدا، وكان ماتش قوى بين الفريقين خاصة وأنه كان لقاء صعود للدوري الممتاز.
وجاء أول لقاء له بالقسم الثاني حكما للساحة بين المنيا وسكر الحوامدية بمجموعة الصعيد، وظهر بعدها بمستوى ملفت خاصة وأنه احتسب 3 ركلات جزاء، وبسبب هذه المباراة جاء بعدا مباشرة الظهور الأول له بالدوري الممتاز.
توالت مباريات الدولي بالدرجة الثانية واثبت نفسه سريعا بأنه حكما قادرا على إدارة مباريات هامة وقوية، بين فرق القسم الثاني، للتجاوز عدد مبارياته أكثر من 250 مباراة حتى الآن على مستوى الجمهورية.
وخلال هذا الموسم أدار “مجدي” 7 مباريات بالقسم الثاني جاء أبرزهم بين مستقبل وطن وزد اف سي، بتروجيت وزد اف سي، مستقبل وطن ووادي دجلة، بمجموعة القاهرة والقناة، وبلدية المحلة وسبورتينج بمجموعة بحري.
تواجد قوي بالممتاز
بعد لقاء الصعيد بالقسم الثاني، انضم “مجدي” لمعسكر حكام المؤهل للدوري الممتاز بالتحديد في الفوج الثالث، وبالفعل بعد المعسكر مباشرة اسندت له أول مباراة بالدوري الممتاز جاءت بين الإنتاج الحربي وبتروجيت، وبعدها اسندت له مباراة أخرى جمعت بين وادي دجلة وبني سويف.
وبين الدوري وبعد إجتيازه للإختبار البدني، ابلغته اللجنة الرئيسية هل يستطيع إدارة مباراة طرفها الزمالك، أجاب بالموافقة، وفي الحال اسندت له ثالث مباراة له بالدوري الممتاز في أول موسم بين الزمالك والداخلية.
جاءت بالمباراة عدة أحداث إحتساب ركلتين جزاء الأولى على الزمالك منها الداخلية عادل النتيجة، والثانية كانت للزمالك مع طرد لاعب الداخلية لأن المدافع تعمد لمس الكرة بيده.
وعقب المباراة انهالت الإشادات بمستوى “مجدي” التحكيمي ومن أبرزهم رضا البلتاجي، ومن وقتها بدأت إنطلاقة “مجدي” بالدوري الممتاز.
وبعدها جاءت مشاركات “مجدي” بالدوري الممتاز بشكل مستمر لتصل مشاركاته في إدارة لمباريات الدوري الممتاز لـ12 مباراة في الموسم الواحد، ليصل عدد المباريات التي أدارها “مجدي” بالممتاز حتى الآن يتجاوز الـ100 مباراة.
أما هذا الموسم فأدار الدولي 8 مباريات بالدوري الممتاز آخرها مساء أمس بين غزل المحلة والاتحاد السكندري.
الترشيح الدولي
بدأ ترشيح “مجدي” للقائمة الدولية منذ عام 2014 بعد ظهوره بشكل بارز وملفت بالدوري الممتاز، خاصة وأن وقتها كانت لجنة الحكام برئاسة المونديالي عصام عبدالفتاح وقتها، ضخ دماء جديدة بالقائمة الدولية.
وخروج كلا من سمير عثمان، ياسر عبدالرؤوف، وحمدي سعبان، وفهيم عمر، وإنضم بدلا منهم للقائمة كلا من محمد الحنفي، إبراهيم نور الدين، محمد معروف، ومحمود البنا.
ولكن بسبب إصابته ابتعدت “مجدي” عن الترشيح الدولي بعد إصابته في وتر اكيلكس، ورفضه إجراء عملية جراحية واستمر يشارك في إدارة مباريات لمدة موسمين، حتى تضاعفت لدية الإصابة واجبر على إجراء العملية في النهاية.
ولكن عاد بعد الإصابة لمستواه المعهود بموسم ونصف، وعاد للترشيح الدولي مرة أخرى بعام 2018، بعد غيابه موسمين عن الترشيح الدولي، وقتها خرج الملك محمد فاروق من القائمة الدولية وحل بدلا منه محمود بسيوني.
وأيضا خرج من القائمة الدولية محمد الحنفي، ومحمود عاشور، وحل بدلا منهما أحمد الغندور، وأمين عمر، ولكن ظل “مجدي” يرشح للقائمة الدولية للحكام الساحة، حتى ظهور تقنية الفيديو.
رشح “مجدي” للقائمة الدولية في تقنية الفيديو وأصبح حكما للتقنية في أول موسم من بعد تطبيق التقنية في مصر بعام 2021، وكان لمصر وقتها 3 مقاعد في تقنية الفيديو.
حكم تقنية الفيديو
ظهرت تقنية الفيديو في مصر في النصف الثاني من موسم 2020، وخصل “مجدي” على رخصة حكم تقنية الفيديو، وشارك في إدارة 12 مباراة بالدور الثاني من منافسات الدوري الممتاز.
واسندت لـ”مجدي” العديد من المباريات الهامة والصعبة في تقنية الفيديو بجانب مشاركته أيضا حكما للساحة بعد أن حصل أيضا على رخصة الملعب.
وخلال هذا الموسم فأدار 8 مباريات حكما لتقنية الفيديو، وبلغت عدد مبارياته بالتقنية منذ دخولها مصر حتى الآن أكثر من 75 مباراة.
مباراة دولية
شارك “مجدي” في لقاء وحيد دولي بالدور قبل نهائي من كأس الكونفدرالية، في لقاء جمع بين القطن الكاميروني وشبية القبائل الجزائري، وذلك خلال أول ظهور له بالقائمة الدولية.
في لقاء شارك فيه أمين عمر، حكما للساحة، وعاونه كلا من أحمد حسام طه، ويوسف البساطي مساعدين، ومحمد عادل حكما رابعا، ومحمود عاشور، وطارق مجدي في تقنية الفيديو، ومحمود أبو الرجال، مساعدا لتقنية الفيديو.